[frame="3 80"]مواضيع الحضارة و الفكر الإسلامي :
الحضارة هي مجموع العقائد و الأفكار و التعاليم و الشرائع و النظم و العادات و التقاليد و القوانين و الدساتير السائدة في أمة من الأمم و مجموع الإنتاج الفكري و العمراني و المادي لها عبر التاريخ .
و هي مقياس قوة الأمم و ضعفها و قد شهد العالم حضارات كثيرة لأمم باقية و بائدة و قد حكى القرآن الكريم سير حضارات سابقة كثيرة في القرآن على سبيل الاعتبار قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل ) . [ الروم : 42 ] و هو أمرٌُ من الله تعالى لعباده بالسير في الأرض للبحث عن آثار حضارات الأمم السابقة و معرفة ما حل بها بعد أن أرسل الله تعالى لها رُسلاً مبشرين و منذرين يأمرونهم بالإيمان بربهم و طاعة أمره و يحذّرونهم من الكفر به و مخالفة أمره فلما عصو رسلهم أهلكهم الله بذنوبهم و دمّرهم تدميراً و قد ضرب لنا القرآن الكريم سير كثير من هذه الحضارات كقوم : هود ، صالح ، لوط ( عليهم الصلاة و
السلام ) و فرعون ... و لها آثار باقية تدّل عليهم كأهرامات مصر و غيرها ...
و لما جاء الإسلام و جاهد الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه من بعده لنشر الدعوة الإسلامية و دين الله بين العباد و طبّقوا شرع الله فيما بينهم ، قامت حضارة إسلامية عظيمة مترامية الأطراف لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، ملأت الأرض إيماناً و علماً و عدلاً و إحساناً و نوراً و هداية و عمراناً .
و لكن أصحاب الحضارات السابقة ، الرومية و الفارسية ، لم يطب لهم أن يرو حضارة جديدة تبهر بنورها العالم و تكسف كل نور سواها بقوة نورها فهالهم انكسارها أمامها و أحزنهم ضعفهم و تلاشيهم أمام المسلمين فراحوا يعملون سرّاً طيلة أربعة عشر قرن من الزمن لاسترداد أمجادهم و القضاء على هذه الحضارة قضاءً مبرماً فنتج عن ذلك صراع بين الحضارات و دارت الحروب سجالاً بين الحضارة الإسلامية و غيرها من الحضارات تارة تُغير هذه على هذه و أخرى تجتاح هذه هذه و الحرب سجال : يوم لك و يوم عليك و سنة الله ماضية في عباده أنّه ينذرهم بالرسل و يدعوهم للإيمان و الطاعة فإن هم آمنوا و أطاعوا متعّهم حتّى حين و آمنهم و نصرهم و إن هم عصو أمر ربهم و خالفوا عن دينه و غرقوا في الشهوات و المعاصي استحقوا غضب الله و مقته و عذابه فأهلكهم وسلّط عليهم عدوّاً من غيرهم لا يخشاه و لا يرحمهم .
و قد ظهرت كتابات كثيرة في إبراز جوانب الحضارة الإسلامية في أيّامها المشرقة و نماذج من روائعها في العقيدة و الأخلاق و المعاملة و تقارنها بسائر الحضارات لتبيّن فضلها على غيرها و صحتها .
كما نشأ في مقابل الفكر الغربي ما يسمّى بالفكر الإسلامي الذي تناول الرّد على الفكر الغربي و دحض حُججه و بيان فساده و إبراز الإسلام بصورة ناصعة و تناول الفكر الإسلامي بيان جوانب الحضارة الإسلامية المتنوعة من عقيدة و أخلاق و سلوك .
و لمع مفكّرون في العالم الإسلامي منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري عقب إزالة الخلافة و الهجوم الاستعماري على العالم الإسلامي و ما تبعه من محاولات لقلع الإسلام من جذوره في بلاده و ضربه في مهده و إبعاد أهله عنه و بيان أنه سبب تخلفهم و ضعفهم و التشكيك فيه و بكتاب المسلمين الأول القرآن الكريم و أنه كتاب متناقض من تأليف محمد صلى الله عليه و سلم الذي ادعى النبوة و جمع العرب من حوله ليسطوا على القبائل و يجتاح العالم ليبسط نفوذه و سلطانه و ينهب خيرات الشعوب و التشكيك في السنة النبوية و في أصلها و أنها وضعت من بعض الكذابين على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرن من وفاته و تزيين الغرب و حضارته في نفوس أبناء المسلمين .
نشطت حركة إسلامية مضادة لهذا الهجوم الشرس و ظهر مفكرون مسلمون توجهوا بكتاباتهم إلى الشعوب المسلمة فخاطبوا عقلها و وجدانها و أوضحوا لها الأهداف و المخططات الاستعمارية في ضرب الإسلام في بلاده و محاولات نزعه من عقول أبنائه و قلوبهم و عرضوا لهم محاسن الإسلام في شتى مجالات الحياة ليظلوا مستمسكين بدينهم ثابتين عليه .
فبينوا محاسن العقيدة الإسلامية و الدين الإسلامي و أنه دين الله الخاتم المنزل على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه و سلم و أثبتوا بالحجج و البراهين نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بينوا إعجاز القرآن من جميع الوجوه و أنه كتاب الله المنزل و ناقشوا مسائل العقيدة و الدين مسألة مسألة لبيان صحتها و بيان زيف مقولات الأعداء و تشكيكاتهم حولها و تناولوا المذاهب الفكرية المعاصرة التي يطرحها الأعداء كبدائل إيديولوجية عن الإسلام في نفوس أبنائه و حياتهم كالشيوعية و الاشتراكية و القومية و العلمانية و الوجودية و الإباحية و عبادة الشيطان ... و درسوها واحدة واحدة و بيّنوا فسادها و ناقشوها و عرّوها أمام المسلمين و أوضحوا زيفها و مما كُتب في ذلك : " إظهار الحق " للكيرانوي و " موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين و عباده المرسلين لشيخ الإسلام مصطفى صبري و " سلسلة أعداء الإسلام " لعبد الرحمن حسن حبنكه الميداني الدمشقي ( توفي 2004 ) و قد طُبع منها : " مكايد يهودية عبر التاريخ " و " أجنحة المكر الثلاثة : التبشير ـ الاستشراق ـ الاستعمار " و " الكيد الأحمر ، دراسة واعية للشيوعية " و " غزو في الصميم " و " كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة " و " ظاهرة النفاق و خبائث المنافقين في التاريخ " و له : " سلسلة في طريق الإسلام " و قد طُبع منها : " العقيدة الإسلامية و أسسها " و " الأخلاق الإسلامية و أسسها " و " براهين و أدلة إيمانية " و " أسس الحضارة الإسلامية و وسائلها " و " الأمّة الرّبانية الواحدة " .
و منها : " التبشير و الاستعمار في البلاد العربية " لمصطفى خالدي و عمر فرّوخ و " إذا هبّت ريح الإيمان " لأبي الحسن علي الحسني الندوي و سائر مؤلفاته و هي نحو 40 و " من روائع حضارتنا " للدكتور مصطفى السباعي و " أضواء على الحضارة الإسلامية " لأحمد عبد الرحيم السايح و " تاريخ الحضارة الإسلامية " لمحمد سعيد الشفعي و حامد شاكر و آخرين و " قصة الإيمان " لنديم الجسر و " العلم يدعوا للإيمان " لكريسي موريسون .
و كتبوا في الاقتصاد الإسلامي و بيّنوا محاسنه و فسّروا آياته و ذكروا أحاديثه و بيّنوا البيوع الإسلامية و أنواعها الشرعية مقابلة بفساد البيوع في الأنظمة المدنية المعمول بها في الغرب و أنها بمجملها قائمة على المعاملات المصرفية التي تقوم على الربا و امتصاص ثروات الشعوب و مما كُتب في ذلك : " المعاملات المصرفية و الربوية و علاجها في الإسلام " للدكتور نور الدين عتر و " الاقتصاد الإسلامي " لمحمد منذر قحف و " اقتصاديات العالم الإسلامي " لمحمود شاكر ...
و كتبوا في السياسة الإسلامية و بيّنوا نظام الحكم في الشريعة الإسلامية " الخلافة " الذي أصبح أثراً بعد عين و لم يعد مطبّقاً في أية بقعة من الأرض و الذي يُحارب من أصحاب الفكر العلماني محاربة شديدة بدعوى أنه شكل من أشكال الحكم اخترعه المسلمون و ساروا عليه و ليس مفروضاً في دينهم و ذلك كي لا تجمع المسلمين وحدةٌ على دينهم و يظلوا أشتاتاً متفرّقين لا وزن لهم و لا قوة و مما كُتب في ذلك : " معالم الدولة الإسلامية " لمحمد سلام مدكور و " الخلافة بين النظرية و التطبيق " لمحمود المرداوي و " من الفكر السياسي الإسلامي " لمحمد فتحي عثمان ....
و كتبوا في علم الاجتماع الإسلامي و بيّنوا محاسن المجتمع الإسلامي الذي كان قائماً في زمان النبي صلى الله عليه و سلم و الذي كان التطبيق العملي للقرآن الكريم و للشريعة الإسلامية و مما كُتب في ذلك " المجتمعات الإسلامية في القرن الأول " لشكري فيصل و " منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام " لمحسن عبد الحميد ...
و يمكن للباحث أن يختار أي موضوع عام أو خاص من مواضيع الحضارة و الفكر الإسلامي و هي مواضيع معاصرة لها أهميتها في الدفاع عن الإسلام و إبراز دوره الحضاري و دفع الشبهات التي تثار حوله و عرضه بالصورة الصحيحة السليمة و إذا علم المسلم جُهود و أعداء الإسلام في محاربته و الكيد له لهاله هذا الكم الهائل من الكتابات و المقالات و الندوات و المؤتمرات سنوياً حول الإسلام من قبل الجمعيات و الجامعات و الدوائر الاستشراقية و التبشيرية في العالم و ذلك لتشويه صورته باستمرار في نظر أتباعه و منعاً لانتشاره في الغرب و العالم و صدق لله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم : ( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متّم نوره و لو كره الكافرون ) . [ الصف 8 ] .
إن من الفرض العيني على كل مثقف مسلم أن يناضل عن دينه و يردّ حرب أعدائه و كيدهم و مكرهم و المقارعة تكون بالمثل ( و أعدوا لهم مّا استطعتم من قوّة ) [ الأنفال 60 ] فيجب على المثقفين المسلمين معرفة ما يصدر عن أعدائهم من نشاطات تتعلق بدينهم ليردّوها و يكتبوا حولها الأبحاث الكثيرة المتعددة و المتنوعة و لا يتركوا السهام توجّه إليهم دون ردّ .
هذا و الحمد الله رب العالمين .
أهـ من كتاب : أصول كتابة البحث العلمي و تحقيق المخطوطات . أ . د . يوسف المرعشلي .[/frame]
الحضارة هي مجموع العقائد و الأفكار و التعاليم و الشرائع و النظم و العادات و التقاليد و القوانين و الدساتير السائدة في أمة من الأمم و مجموع الإنتاج الفكري و العمراني و المادي لها عبر التاريخ .
و هي مقياس قوة الأمم و ضعفها و قد شهد العالم حضارات كثيرة لأمم باقية و بائدة و قد حكى القرآن الكريم سير حضارات سابقة كثيرة في القرآن على سبيل الاعتبار قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل ) . [ الروم : 42 ] و هو أمرٌُ من الله تعالى لعباده بالسير في الأرض للبحث عن آثار حضارات الأمم السابقة و معرفة ما حل بها بعد أن أرسل الله تعالى لها رُسلاً مبشرين و منذرين يأمرونهم بالإيمان بربهم و طاعة أمره و يحذّرونهم من الكفر به و مخالفة أمره فلما عصو رسلهم أهلكهم الله بذنوبهم و دمّرهم تدميراً و قد ضرب لنا القرآن الكريم سير كثير من هذه الحضارات كقوم : هود ، صالح ، لوط ( عليهم الصلاة و
السلام ) و فرعون ... و لها آثار باقية تدّل عليهم كأهرامات مصر و غيرها ...
و لما جاء الإسلام و جاهد الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه من بعده لنشر الدعوة الإسلامية و دين الله بين العباد و طبّقوا شرع الله فيما بينهم ، قامت حضارة إسلامية عظيمة مترامية الأطراف لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، ملأت الأرض إيماناً و علماً و عدلاً و إحساناً و نوراً و هداية و عمراناً .
و لكن أصحاب الحضارات السابقة ، الرومية و الفارسية ، لم يطب لهم أن يرو حضارة جديدة تبهر بنورها العالم و تكسف كل نور سواها بقوة نورها فهالهم انكسارها أمامها و أحزنهم ضعفهم و تلاشيهم أمام المسلمين فراحوا يعملون سرّاً طيلة أربعة عشر قرن من الزمن لاسترداد أمجادهم و القضاء على هذه الحضارة قضاءً مبرماً فنتج عن ذلك صراع بين الحضارات و دارت الحروب سجالاً بين الحضارة الإسلامية و غيرها من الحضارات تارة تُغير هذه على هذه و أخرى تجتاح هذه هذه و الحرب سجال : يوم لك و يوم عليك و سنة الله ماضية في عباده أنّه ينذرهم بالرسل و يدعوهم للإيمان و الطاعة فإن هم آمنوا و أطاعوا متعّهم حتّى حين و آمنهم و نصرهم و إن هم عصو أمر ربهم و خالفوا عن دينه و غرقوا في الشهوات و المعاصي استحقوا غضب الله و مقته و عذابه فأهلكهم وسلّط عليهم عدوّاً من غيرهم لا يخشاه و لا يرحمهم .
و قد ظهرت كتابات كثيرة في إبراز جوانب الحضارة الإسلامية في أيّامها المشرقة و نماذج من روائعها في العقيدة و الأخلاق و المعاملة و تقارنها بسائر الحضارات لتبيّن فضلها على غيرها و صحتها .
كما نشأ في مقابل الفكر الغربي ما يسمّى بالفكر الإسلامي الذي تناول الرّد على الفكر الغربي و دحض حُججه و بيان فساده و إبراز الإسلام بصورة ناصعة و تناول الفكر الإسلامي بيان جوانب الحضارة الإسلامية المتنوعة من عقيدة و أخلاق و سلوك .
و لمع مفكّرون في العالم الإسلامي منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري عقب إزالة الخلافة و الهجوم الاستعماري على العالم الإسلامي و ما تبعه من محاولات لقلع الإسلام من جذوره في بلاده و ضربه في مهده و إبعاد أهله عنه و بيان أنه سبب تخلفهم و ضعفهم و التشكيك فيه و بكتاب المسلمين الأول القرآن الكريم و أنه كتاب متناقض من تأليف محمد صلى الله عليه و سلم الذي ادعى النبوة و جمع العرب من حوله ليسطوا على القبائل و يجتاح العالم ليبسط نفوذه و سلطانه و ينهب خيرات الشعوب و التشكيك في السنة النبوية و في أصلها و أنها وضعت من بعض الكذابين على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرن من وفاته و تزيين الغرب و حضارته في نفوس أبناء المسلمين .
نشطت حركة إسلامية مضادة لهذا الهجوم الشرس و ظهر مفكرون مسلمون توجهوا بكتاباتهم إلى الشعوب المسلمة فخاطبوا عقلها و وجدانها و أوضحوا لها الأهداف و المخططات الاستعمارية في ضرب الإسلام في بلاده و محاولات نزعه من عقول أبنائه و قلوبهم و عرضوا لهم محاسن الإسلام في شتى مجالات الحياة ليظلوا مستمسكين بدينهم ثابتين عليه .
فبينوا محاسن العقيدة الإسلامية و الدين الإسلامي و أنه دين الله الخاتم المنزل على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه و سلم و أثبتوا بالحجج و البراهين نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بينوا إعجاز القرآن من جميع الوجوه و أنه كتاب الله المنزل و ناقشوا مسائل العقيدة و الدين مسألة مسألة لبيان صحتها و بيان زيف مقولات الأعداء و تشكيكاتهم حولها و تناولوا المذاهب الفكرية المعاصرة التي يطرحها الأعداء كبدائل إيديولوجية عن الإسلام في نفوس أبنائه و حياتهم كالشيوعية و الاشتراكية و القومية و العلمانية و الوجودية و الإباحية و عبادة الشيطان ... و درسوها واحدة واحدة و بيّنوا فسادها و ناقشوها و عرّوها أمام المسلمين و أوضحوا زيفها و مما كُتب في ذلك : " إظهار الحق " للكيرانوي و " موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين و عباده المرسلين لشيخ الإسلام مصطفى صبري و " سلسلة أعداء الإسلام " لعبد الرحمن حسن حبنكه الميداني الدمشقي ( توفي 2004 ) و قد طُبع منها : " مكايد يهودية عبر التاريخ " و " أجنحة المكر الثلاثة : التبشير ـ الاستشراق ـ الاستعمار " و " الكيد الأحمر ، دراسة واعية للشيوعية " و " غزو في الصميم " و " كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة " و " ظاهرة النفاق و خبائث المنافقين في التاريخ " و له : " سلسلة في طريق الإسلام " و قد طُبع منها : " العقيدة الإسلامية و أسسها " و " الأخلاق الإسلامية و أسسها " و " براهين و أدلة إيمانية " و " أسس الحضارة الإسلامية و وسائلها " و " الأمّة الرّبانية الواحدة " .
و منها : " التبشير و الاستعمار في البلاد العربية " لمصطفى خالدي و عمر فرّوخ و " إذا هبّت ريح الإيمان " لأبي الحسن علي الحسني الندوي و سائر مؤلفاته و هي نحو 40 و " من روائع حضارتنا " للدكتور مصطفى السباعي و " أضواء على الحضارة الإسلامية " لأحمد عبد الرحيم السايح و " تاريخ الحضارة الإسلامية " لمحمد سعيد الشفعي و حامد شاكر و آخرين و " قصة الإيمان " لنديم الجسر و " العلم يدعوا للإيمان " لكريسي موريسون .
و كتبوا في الاقتصاد الإسلامي و بيّنوا محاسنه و فسّروا آياته و ذكروا أحاديثه و بيّنوا البيوع الإسلامية و أنواعها الشرعية مقابلة بفساد البيوع في الأنظمة المدنية المعمول بها في الغرب و أنها بمجملها قائمة على المعاملات المصرفية التي تقوم على الربا و امتصاص ثروات الشعوب و مما كُتب في ذلك : " المعاملات المصرفية و الربوية و علاجها في الإسلام " للدكتور نور الدين عتر و " الاقتصاد الإسلامي " لمحمد منذر قحف و " اقتصاديات العالم الإسلامي " لمحمود شاكر ...
و كتبوا في السياسة الإسلامية و بيّنوا نظام الحكم في الشريعة الإسلامية " الخلافة " الذي أصبح أثراً بعد عين و لم يعد مطبّقاً في أية بقعة من الأرض و الذي يُحارب من أصحاب الفكر العلماني محاربة شديدة بدعوى أنه شكل من أشكال الحكم اخترعه المسلمون و ساروا عليه و ليس مفروضاً في دينهم و ذلك كي لا تجمع المسلمين وحدةٌ على دينهم و يظلوا أشتاتاً متفرّقين لا وزن لهم و لا قوة و مما كُتب في ذلك : " معالم الدولة الإسلامية " لمحمد سلام مدكور و " الخلافة بين النظرية و التطبيق " لمحمود المرداوي و " من الفكر السياسي الإسلامي " لمحمد فتحي عثمان ....
و كتبوا في علم الاجتماع الإسلامي و بيّنوا محاسن المجتمع الإسلامي الذي كان قائماً في زمان النبي صلى الله عليه و سلم و الذي كان التطبيق العملي للقرآن الكريم و للشريعة الإسلامية و مما كُتب في ذلك " المجتمعات الإسلامية في القرن الأول " لشكري فيصل و " منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام " لمحسن عبد الحميد ...
و يمكن للباحث أن يختار أي موضوع عام أو خاص من مواضيع الحضارة و الفكر الإسلامي و هي مواضيع معاصرة لها أهميتها في الدفاع عن الإسلام و إبراز دوره الحضاري و دفع الشبهات التي تثار حوله و عرضه بالصورة الصحيحة السليمة و إذا علم المسلم جُهود و أعداء الإسلام في محاربته و الكيد له لهاله هذا الكم الهائل من الكتابات و المقالات و الندوات و المؤتمرات سنوياً حول الإسلام من قبل الجمعيات و الجامعات و الدوائر الاستشراقية و التبشيرية في العالم و ذلك لتشويه صورته باستمرار في نظر أتباعه و منعاً لانتشاره في الغرب و العالم و صدق لله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم : ( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متّم نوره و لو كره الكافرون ) . [ الصف 8 ] .
إن من الفرض العيني على كل مثقف مسلم أن يناضل عن دينه و يردّ حرب أعدائه و كيدهم و مكرهم و المقارعة تكون بالمثل ( و أعدوا لهم مّا استطعتم من قوّة ) [ الأنفال 60 ] فيجب على المثقفين المسلمين معرفة ما يصدر عن أعدائهم من نشاطات تتعلق بدينهم ليردّوها و يكتبوا حولها الأبحاث الكثيرة المتعددة و المتنوعة و لا يتركوا السهام توجّه إليهم دون ردّ .
هذا و الحمد الله رب العالمين .
أهـ من كتاب : أصول كتابة البحث العلمي و تحقيق المخطوطات . أ . د . يوسف المرعشلي .[/frame]