"صلتك" لمحاربة البطالة بين الشباب العربي
وأكدت الشيخة موزة رئيسة مجلس أمناء مؤسسة "صلتك" -خلال المؤتمر الذي عقد على مدار يومين من 1 - 6 – 2008- تميز المبادرة بطابعها الشمولي والإنساني، وأنها ستتكامل مع البرامج الوطنية لكل بلد بما يمكنها من تقديم حلول إضافية مدروسة لمشكلة البطالة تبعا لخصوصية كل دولة.
وأظهر المؤتمر ما تعانيه المنطقة العربية من ارتفاع معدلات البطالة بين جيل الشباب حيث تصل نسبتها إلى حوالي 25%، والتقديرات تفيد أن قرابة مائة مليون شاب سوف يدخلون سوق العمل بحلول 2020 مما يتطلب توفير ستة ملايين وظيفة سنويا على الأقل لاحتوائهم.
جيل جديد من المستثمرين
وأعلن ريك ليتل رئيس الهيئة التنظيمية وعضو مجلس إدارة "صلتك" عن قيام شراكة جديدة بين "صلتك" ومجموعة فوستي البريطانية وهيئة قطر للمال؛ حيث أوضح أن هذه المشاريع والشراكات مبدؤها الأساسي هو إنشاء جيل جديد من المستثمرين الشباب في المنطقة والدخول في مرحلة جديدة من نمو الأعمال التي يقودها الشباب، وذلك عبر عدة آليات منها الاتصال بالشركات المحلية والإقليمية والدولية التي يمكنها تأهيل ومساعدة الشباب، وتوفير مناهج وبرامج وإستراتيجيات وخطط تدريب وأساليب عمل مرتبطة بسوق العمل، وإتاحة فرص التوظيف من خلال ربطها بقطاع التعليم ومناهجه ومخرجاته.
وأشار ليتل إلى أن خلق وتفعيل مراكز ريادية شبابية وتأسيس معهد ريادي متميز في ست دول عربية في غضون عام من الآن أحد العناصر المحورية للشراكة، لافتا إلى أن المعهد سيساهم في رعاية التطوير المستمر للأعمال من خلال مسارات تدريبية مصممة لدعم الشباب الطموح الباحث عن فرص مناسبة لبدء أعماله الخاصة.
الدول العربية الغنية.. ممولا
كما ذكر الرئيس التنفيذي وكبير اقتصاديي "الشراكة العالمية للاستثمار في الشباب" التابعة للبنك الدولي باوان باتل أن البنك لديه برنامج لرعاية المبادرات في مجال توفير فرص العمل وتوظيف الشباب، وأنه سيقدم برنامجا مميزا لنظام القروض الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بحيث يتم توسيع الفرص المتاحة أمام الشباب في مجال الاستثمار التجاري وزيادة فرص العمل أمامهم.
وتعهد باوان بإيجاد صندوق دولي لتقديم الدعم لمبادرات الشباب في كل أنحاء العالم، معتمدا على وفرة الأموال غير الموجهة الموجودة لدى الدول العربية الغنية في المنطقة لمساعدة الشباب، وتقديم منتجات وخدمات مالية وضمانات للمشرفين لتشجيع الشباب على تمويل مشاريعهم، كما سيركز البنك الدولي ومؤسسات عالمية على الاستثمار في المشروعات التي تخدم الشباب وتوفر مجالات العمل المتاحة أمامهم وفقا لمخرجاتهم التعليمية.
وأكد إم. كييف -ممثل مجموعة فوتسي العالمية المتخصصة في إدارة مؤشرات البورصات الكبرى- في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين" التزام المجموعة باستنباط آليات جديدة للارتقاء بالأعمال المتوسطة والصغيرة التي تخدم الشباب، مرتكزة على استحداث وظائف وخلق سوق للعمل.
وقال كييف إن المحرك الأساسي الذي ستركز عليه الشراكة بين صلتك وفوتسي هو المشاريع المتوسطة والصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
3 ملايين سيدخلون سوق العمل سنويا
وأوضحت الدراسة التي قامت بها ندى الناشف من منظمة العمل الدولية في الدول الست التي تبدأ فيها المبادرة أن أكثر من 3 ملايين شاب وشابة سيدخلون سوق العمل العربي سنويا وتوقعت زيادة العدد في السنوات العشر القادمة إلى 4 ملايين.
ونوهت الناشف إلى أن الحاجة ستكون ملحة من أجل السيطرة على البطالة، وأن استحداث الوظائف وحده لا يكفي ولا بد أن تكون الوظائف وفرص العمل مناسبة اقتصاديا واجتماعيا وتحقق العدل والكرامة وفرصة الحياة الكريمة للشباب والشابات.
وبينت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل باليمن أمة الرزاق علي حمد أن تميز مبادرة "صلتك" جاء من وصولها للمستوى العالمي وعدم اعتمادها على التجارب الفردية أو المحلية فقط، واعتمادها مبدأ الشراكة والاستفادة من خبرات كل القطاعات المعنية بالتعليم والعمل.. مشيرة إلى أن الشراكة وسيلة جيدة لتحقيق النجاح وخلق آلية للتنسيق والتواصل من خلال وضع خطط ورؤى مستقبلية.
9% من السوريين بلا عمل
ويرى تيسير رداوي رئيس هيئة تخطيط الدولة في سوريا، أن الانطلاقة الأساسية لمبادرة "صلتك" تكمن في إيجادها صلة ما بين الشباب العاطلين وأماكن العمل، وأكد استعداد سوريا للتعاون مع مبادرة "صلتك" والعمل على تشجيعها ودعمها، وأن خطوات التنفيذ ستبدأ في سوريا كأول دولة تسعى لتطبيق الإستراتيجية، اعتبارا من الأول من الشهر المقبل وسيتم تنفيذ مشاريع بالتعاون مع صلتك وكيفية تدريب الناس على آلية العمل.
وأشار رداوي إلى أن نسبة البطالة في سوريا ليست عالية كبقية الدول وربما تصل نسبتها إلى 9%، وقال: "لقد وضعنا إستراتيجية لمعالجة هذه المشكلة وسوف نبدأ بتأهيل المعلمين ليعلموا الطلاب كيفية البدء بالعمل".
دور الحكومة
كما نبه "أبدى يونيل باربر" رئيس تحرير صحيفة الفايننشال تايمز إلى أهمية قيام الحكومات بدور فعال في بلورة السوق ودعم مؤسسات الدولة وخاصة التعليمية، ومحاولة توفير متطلبات الطلاب ذوي المهارات لتطوير قدراتهم في سوق العمل، مشددا على ضرورة التركيز مع صغار السن والراشدين.
وألقى باربر الضوء على نجاح المبادرة من خلال تمكنها من الجمع بين الجانب العملي والنظري؛ لأن السوق المفتوحة والعقلية المتفتحة هما ركيزتان أساسيتان للنجاح.
وجدير بالذكر أن مؤسسة "صلتك" تأسست في عام 2007 كمؤسسة تهدف إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18- 30 عاما والعمل على توفير الفرص وإتاحة مجال الاستثمار أمامهم على نطاق واسع من خلال إيجاد مشاريع تستند إلى روح المبادرة والعمل بموجب اقتصاديات السوق واغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة لتوفير فرص العمل للشباب في العالم العربي.
وقد تبرع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند بوقفية بمبلغ مائة مليون دولار لدعم مبادرة "صلتك" عند الإعلان عن انطلاقتها في يناير 2008.
شبكة "إسلام أون لاين.نت"